خادمة المنزل التى احبت صاحب المنزل ومافعتله فى اولاده !
سمعت ربة البيت نقرات خفيفة على الباب، فتحت وردت التحية على فتاة في مقتبل
العمر، فارعة الطول، قوية البنية، شاحبة اللون، تبدو عليها آثار التعب،
تتأبط كيساً بلاستيكياً ضم بعض أغراضها، طلبت لقمة تسد بها رمقها.
بعد الطعام شمرت ونظفت البيت والمطبخ ورتبتهما، ثم عدلت ملابسها مستعدة لتوديع
أهل البيت، استأذنت السيدة زوجها لاستضافة الفتاة يوماً أو يومين، علمت منها أنها كانت
تشتغل عند بعض أقاربها بأحد الأحياء البعيدة وقد أساء بعض أبنائهم التصرف معها
ففضلت مغادرة البيت والانصراف دون علمهم. اقتنعت السيدة بموقفها وقررت الاحتفاظ
بها مدة من الزمن تخضعها خلالها للتجربة، وتدرس بمزيد من العناية تصرفها وأحوالها.
نالت الزائرة الغريبة إعجاب الزوجين وأهلهم، أتت إلى هذا البيت في الوقت المناسب فقد
كانت السيدة في شهورها الأخيرة من حملها الأول وهي في أمس الحاجة لمعينة
ومساعدة فاقترحت عليها المكوث معهم بمقابل مالي. قبلت الزائرة الاقتراح وأبدت
من التفاني في خدمة الأسرة الصغيرة؛ تتقن الطهي والتسوق وكل أشغال البيت وتعد
الطعام للزوجين قبيل انصرافهما إلى العمل وتستقبلهما وتعد لهما كل ما يلزمهما بعد
عودتهما. خلال أيام من حلولها بدا البيت أكثر نظافة وأناقة وترتيبا.. نالت إعجاب كل
من السيدة وزوجها اعتبراها هدية ساقها القدر لهما لمساعدتهما، تعرفا على والديها
ورافقاها لزيارة أهلها. أسرت الخادمة لأمها بأن صاحب المنزل وعدها بالزواج؛
وضعت الفرية ثم صدقتها. أخذت تلون وسائل التقرب لإثارة صاحب المنزل واستمالته،
وخاصة وقت غياب السيدة عن البيت، ولكن صاحب المنزل لم بعرها أي اهتمام مثير
للتعلق والارتباط، يعاملها باستمرار باحترام وشفقة وتقدير، تفسر حنوه عليها بالشروع
في انشغال قلبه بها؛ أوهام تتراكم وتتراكم حتى غدت بالنسبة إليها حقائق يمكن أن
ترى رأي العين. توجس صاحب المنزل من تصرفها وأخبر زوجته بما يخالجه من
شكوك وظنون في سلوك الخادمة ولكنها لم تأبه بظنونه كل ما يهمها أن زوجها بعيد
كل البعد عن الشبهات، وأن الخادمة تخدم الأسرة بتفان وجدية ونشاط.
كثرت مضايقات الخادمة فأخذ الزوج يحبذ ملازمة زوجته وخاصة داخل البيت.
استغلت فرصة التحاق الحامل بالمصحة فصارحت الزوج بمشاعرها نحوه،
لم يفاجئه ما سمع منها؛ لأنه عانى من استفزازاتها ومضايقاتها منذ حلولها بالبيت.
نصحها بالمحافظة على مكانتها وعملها داخل البيت بصرف نظرها عما تحس به
وتفكر فيه. صدمت بخيبة أمل؛ شعرت بصاعقة تعصف بكيانها
وتدمر كل حياتها، كتمت غيظها واعتذرت عما بدر منها.
فرحت بفرح العائلة عند استقبال أول مولود بالبيت واكبت الأم ولازمتها
وأحاطتها ببالغ العناية والاهتمام.
وفي إحدى ليالي الشهر الثاني من عمر الرضيع صرخ الرضيع باكيا بكاء مسترسلاً
بلا انقطاع، حضر الطبيب فلم يتبين السبب فحملوه إلى المصحة وهناك فارق الحياة.
تألمت بآلام الأسرة وسرها في أعماقها أن ترى الأب يكتوي بلظى اللهيب لموت ابنه
البكر، لم تعد طامعة في القرب من صاحب المنزل ولكنها تهفو إلى تمزيق أحشائه
من الأسى لما بدد كل آمالها في الارتباط به.
انصرفت بكليتها إلى إنجاز واجباتها واعتقد الزوج أنها راجعت نفسها
وعدلت رأيها فضاعف أجرها طمعاً في عنايتها بزوجته وأهله.
وبعد أشهر حملت السيدة مجدداً وبعد الولادة تعهدتهما الخادمة بالرعاية والاهتمام.
عند الشهر الثاني من عمر الرضيع صاح فجأة صياح الجريح المتألم، خشيت الأم
على ابنها وتوقعت ضياعه كأخيه، طلبت الطبيب ففحصه ولم يتبين أيضاً السبب؛
نفس المصير كسابقه في المصحة فارق الرضيع الحياة.
كوارث متلاحقة تتعاقب على الأبوين وأهلهما ما أن يفرحوا بمولود حتى تختطفه
المنية من بين أيدي أبويه. فكر الأب ملياً في الأمر نفس الآلام والأوجاع أودت
بحياتهما معاً. الخادمة تشعر في أعماقها بالرضا والارتياح وكأن الموت مسخرة لتنغص
حياة من رفض التجاوب مع مشاعرها، لا تستطيع الإفصاح عن حقيقة
ما تحس به بسبب ما يحدث للأسرة الصغيرة.
توالت الشهور والسيدة حامل من جديد تفكر في قضاء الأشهر الأخيرة من الحمل عند
أمها بمدينة شاطئية بعيدة فوافق الزوج شرط أن تصحب معها الخادمة فهو ليس واثقاً
من ثبات نفسه أمام مكائدها وإغراءاتها.
فقضى أصعب أيامه وحيداً بالبيت إلى أن أخبر بقدوم مولوده الثالث.
الأسرة كلها تعاني من كابوس الآلام القاتلة للرضع، فضلت الأم بقاءها عند أهلها لتجنب
رضيعها مصير أخويه من قبله، تجاوز المولود الجديد ثلاثة أشهر من عمره دون
أن يمسه أي مكروه، ظنوا أنهم تجاوزوا الفترة الحرجة في حياة الرضيع.
ومن الأسرة من اقترح عليهم تغيير البيت، وآخر نصحهم بزيارة المشايخ،
وثالث اتهم الطب وحمل المسؤولية للأطباء.
لم يستطع الأب التسليم بما يقع، لا زال يتوقع حدوث مكروه لابنه، أخذ على نفسه
عهد الحفاظ عليه يراقبه خلسة ليل نهار.
وفي ذات ليلة رأى بعينيه ما عجز لسانه عن النطق به فقد رأى الخادمة وهي تأخذ
الصبي بين ذراعيها وغرزت بسرعة فائقة في أم رأسه إبرة رفيعة ثم أخرجتها
وأعادت الرضيع إلى مكانه ليتابع صراخه.
لم يتمالك الأب المكلوم نفسه فانقض عليها وضربها على رأسها بآلة حديدية أفقدتها
الوعي وطلب الأب الطبيب ورجال الأمن.
المصدر: كتاب: " قصة واقعية ".
لا تجعل ثقتك فى الناس عمياء ، لانك ستبكى يوما على سداجتك
خادمة المنزل التى احبت صاحب المنزل ومافعتله فى اولاده !
سمعت ربة البيت نقرات خفيفة على الباب، فتحت وردت التحية على فتاة في مقتبل
العمر، فارعة الطول، قوية البنية، شاحبة اللون، تبدو عليها آثار التعب،
تتأبط كيساً بلاستيكياً ضم بعض أغراضها، طلبت لقمة تسد بها رمقها.
بعد الطعام شمرت ونظفت البيت والمطبخ ورتبتهما، ثم عدلت ملابسها مستعدة لتوديع
أهل البيت، استأذنت السيدة زوجها لاستضافة الفتاة يوماً أو يومين، علمت منها أنها كانت
تشتغل عند بعض أقاربها بأحد الأحياء البعيدة وقد أساء بعض أبنائهم التصرف معها
ففضلت مغادرة البيت والانصراف دون علمهم. اقتنعت السيدة بموقفها وقررت الاحتفاظ
بها مدة من الزمن تخضعها خلالها للتجربة، وتدرس بمزيد من العناية تصرفها وأحوالها.
نالت الزائرة الغريبة إعجاب الزوجين وأهلهم، أتت إلى هذا البيت في الوقت المناسب فقد
كانت السيدة في شهورها الأخيرة من حملها الأول وهي في أمس الحاجة لمعينة
ومساعدة فاقترحت عليها المكوث معهم بمقابل مالي. قبلت الزائرة الاقتراح وأبدت
من التفاني في خدمة الأسرة الصغيرة؛ تتقن الطهي والتسوق وكل أشغال البيت وتعد
الطعام للزوجين قبيل انصرافهما إلى العمل وتستقبلهما وتعد لهما كل ما يلزمهما بعد
عودتهما. خلال أيام من حلولها بدا البيت أكثر نظافة وأناقة وترتيبا.. نالت إعجاب كل
من السيدة وزوجها اعتبراها هدية ساقها القدر لهما لمساعدتهما، تعرفا على والديها
ورافقاها لزيارة أهلها. أسرت الخادمة لأمها بأن صاحب المنزل وعدها بالزواج؛
وضعت الفرية ثم صدقتها. أخذت تلون وسائل التقرب لإثارة صاحب المنزل واستمالته،
وخاصة وقت غياب السيدة عن البيت، ولكن صاحب المنزل لم بعرها أي اهتمام مثير
للتعلق والارتباط، يعاملها باستمرار باحترام وشفقة وتقدير، تفسر حنوه عليها بالشروع
في انشغال قلبه بها؛ أوهام تتراكم وتتراكم حتى غدت بالنسبة إليها حقائق يمكن أن
ترى رأي العين. توجس صاحب المنزل من تصرفها وأخبر زوجته بما يخالجه من
شكوك وظنون في سلوك الخادمة ولكنها لم تأبه بظنونه كل ما يهمها أن زوجها بعيد
كل البعد عن الشبهات، وأن الخادمة تخدم الأسرة بتفان وجدية ونشاط.
كثرت مضايقات الخادمة فأخذ الزوج يحبذ ملازمة زوجته وخاصة داخل البيت.
استغلت فرصة التحاق الحامل بالمصحة فصارحت الزوج بمشاعرها نحوه،
لم يفاجئه ما سمع منها؛ لأنه عانى من استفزازاتها ومضايقاتها منذ حلولها بالبيت.
نصحها بالمحافظة على مكانتها وعملها داخل البيت بصرف نظرها عما تحس به
وتفكر فيه. صدمت بخيبة أمل؛ شعرت بصاعقة تعصف بكيانها
وتدمر كل حياتها، كتمت غيظها واعتذرت عما بدر منها.
فرحت بفرح العائلة عند استقبال أول مولود بالبيت واكبت الأم ولازمتها
وأحاطتها ببالغ العناية والاهتمام.
وفي إحدى ليالي الشهر الثاني من عمر الرضيع صرخ الرضيع باكيا بكاء مسترسلاً
بلا انقطاع، حضر الطبيب فلم يتبين السبب فحملوه إلى المصحة وهناك فارق الحياة.
تألمت بآلام الأسرة وسرها في أعماقها أن ترى الأب يكتوي بلظى اللهيب لموت ابنه
البكر، لم تعد طامعة في القرب من صاحب المنزل ولكنها تهفو إلى تمزيق أحشائه
من الأسى لما بدد كل آمالها في الارتباط به.
انصرفت بكليتها إلى إنجاز واجباتها واعتقد الزوج أنها راجعت نفسها
وعدلت رأيها فضاعف أجرها طمعاً في عنايتها بزوجته وأهله.
وبعد أشهر حملت السيدة مجدداً وبعد الولادة تعهدتهما الخادمة بالرعاية والاهتمام.
عند الشهر الثاني من عمر الرضيع صاح فجأة صياح الجريح المتألم، خشيت الأم
على ابنها وتوقعت ضياعه كأخيه، طلبت الطبيب ففحصه ولم يتبين أيضاً السبب؛
نفس المصير كسابقه في المصحة فارق الرضيع الحياة.
كوارث متلاحقة تتعاقب على الأبوين وأهلهما ما أن يفرحوا بمولود حتى تختطفه
المنية من بين أيدي أبويه. فكر الأب ملياً في الأمر نفس الآلام والأوجاع أودت
بحياتهما معاً. الخادمة تشعر في أعماقها بالرضا والارتياح وكأن الموت مسخرة لتنغص
حياة من رفض التجاوب مع مشاعرها، لا تستطيع الإفصاح عن حقيقة
ما تحس به بسبب ما يحدث للأسرة الصغيرة.
توالت الشهور والسيدة حامل من جديد تفكر في قضاء الأشهر الأخيرة من الحمل عند
أمها بمدينة شاطئية بعيدة فوافق الزوج شرط أن تصحب معها الخادمة فهو ليس واثقاً
من ثبات نفسه أمام مكائدها وإغراءاتها.
فقضى أصعب أيامه وحيداً بالبيت إلى أن أخبر بقدوم مولوده الثالث.
الأسرة كلها تعاني من كابوس الآلام القاتلة للرضع، فضلت الأم بقاءها عند أهلها لتجنب
رضيعها مصير أخويه من قبله، تجاوز المولود الجديد ثلاثة أشهر من عمره دون
أن يمسه أي مكروه، ظنوا أنهم تجاوزوا الفترة الحرجة في حياة الرضيع.
ومن الأسرة من اقترح عليهم تغيير البيت، وآخر نصحهم بزيارة المشايخ،
وثالث اتهم الطب وحمل المسؤولية للأطباء.
لم يستطع الأب التسليم بما يقع، لا زال يتوقع حدوث مكروه لابنه، أخذ على نفسه
عهد الحفاظ عليه يراقبه خلسة ليل نهار.
وفي ذات ليلة رأى بعينيه ما عجز لسانه عن النطق به فقد رأى الخادمة وهي تأخذ
الصبي بين ذراعيها وغرزت بسرعة فائقة في أم رأسه إبرة رفيعة ثم أخرجتها
وأعادت الرضيع إلى مكانه ليتابع صراخه.
لم يتمالك الأب المكلوم نفسه فانقض عليها وضربها على رأسها بآلة حديدية أفقدتها
الوعي وطلب الأب الطبيب ورجال الأمن.
المصدر: كتاب: " قصة واقعية ".
لا تجعل ثقتك فى الناس عمياء ، لانك ستبكى يوما على سداجتك